شرح مُفصل لتراجع وسقوط الدولة الفاطمية

جاءت ذروة توسع الدولة الفاطمية في الفترة الممتدة ما بين عامي 1057 و1059، وذلك عندما انتقل الجنرال التركي البساسيري إلى جانب الدولة الفاطمية، وأعلن الخلافة الفاطمية في بغداد، موطن الخلافة الأرثوذكسية، ولكن على الرغم من الجهود التي بُذلت، إلا أن الحكومة الفاطمية لم تتمكن من تقديم دعم كافٍ فعال؛ وقام السلاجقة الأقوياء بطرد البساسيري من بغداد، ومنذ هذه اللحظة بدأت الإمبراطورية الفاطمية في الانحدار بوتيرة سريعة.[١][٢]


ساهم عدد كبيرة من الأسباب في تراجع الدولة الفاطمية وانحدارها، فمع إحياء القوة المسيحية، كان على الفاطميين مواجهة الهجمات البيزنطية حيث فقدوا الكثير من مناطق صقلية وإسبانيا، وكان عليهم التعامل أيضًا مع موجة الحروب الصليبية من الشرق، مما أدى إلى إضعاف الدولة الفاطمية كثيرًا، ومع ذلك فإن المسيحيين لم يكونوا القوة الوحيدة التي تهدد السيادة الفاطمية في المنطقة، وإنما كان يوجد أيضًا قوة أعظم بكثير، وهي قوة التركمان السلاجقة، التي كانت تخرج من الشرق.[١][٢][٣]


تمكن السلاجقة من إخضاع الفرس، وفي عام 1055م تم الاعتراف بزعيمهم طغرل بك باعتباره الخليفة الحاكم، وأصبح الأتراك، الذين كانوا القوة العظمى الجديدة في الدولة الإسلامية، حماة العقيدة السنية، وقد اعتبر الأتراك الأرثوذكس، أن استئصال حكام مصر من الفاطميين هو واجبهم المقدس، وقد كانت أول خطوة قاموا بها هي غزو سوريا؛ التي كانت بالفعل دولة منقسمة ومتمردة، وقد غزاها الجنرال التركي أستيز في عام 1076 م، وبهذا تقلصت الدولة الفاطمية المتراجعة.[١][٢]


حدثت أسوأ المشاكل التي واجهت الدول الفاطمية على الإطلاق في مصر، وقد تسببت اشتباكات بين كتائب الجيش السوداني والتركي في حدوث فوضى في البلاد، وعندها استغلت القوات التركية الوضع، ونهبت القصر وأفرغت الخزانة ودمرت المكتبة، وقد بلغت الاضطرابات الاقتصادية في الدولة الفاطمية ذروتها في سلسلة من المجاعات الكارثية، والتي جعلت الناس يعيشون بالحد الأدنى من مستوى المعيشة وفقًا للمؤرخين، وفي عام 1073م، أنشأ الجندي القدير، بدر الجمالي، نظامًا أعاد من خلال النظام وقدرًا من الرخاء في مصر، وذلك بناءً على استدعاء الإمام المستنصر بالله له، ثم خَلَفَ الجمالي ابنه الأفضل بن بدر الجمالي.[١][٢][٣]


توفي الخليفة المستنصر بالله عام 1094م بعد أن عيّن ابنه الأكبر نزار خلفًا له، ولكن الوزير الأفضل بن بدر قام بتعيين أصغر أبناء الخليفة السبعة على العرش بلقب المستلي، إلا أن معظم الإسماعيليين غير المصريين، وخاصة الموجودين في إيران، لم يقبلوا هذا البديل، ورفضوا قيادة بقية الخلفاء الفاطميين، وأصبحوا الإسماعيليين النزاريين.[١][٢]


عند وفاة آخر خليفة فاطمي قوي، وهو الأمير؛ رفض الإسماعيليون حكمهم في شبه الجزيرة العربية وسواحل المحيط الهندي، وقد اكتمل بهذا الاختلاف بين الدين الإسماعيلي والدولة الفاطمية، التي استمرت بشكلٍ أساسي بفضل الحماس الديني لمؤيديها، وهكذا، بدون دعم أتباعها الدينيين، انهارت الدولة الفاطمية تمامًا، وقد تم القضاء على البقايا الصغيرة من الدولة الفاطمية نهائيًا على يد صلاح الدين الأيوبي السني في عام 1171 م.[١][٢][٣]


العوامل التي ساهمت في سقوط الدولة الفاطمية

أدت العديد من العوامل مجتمعة إلى تراجع الدولة الفاطمية وسقوطها في نهاية المطاف، وهي كالآتي:[١][٢][٣]

  • الصراعات الداخلية: أدت الانقسامات والصراعات الداخلية على السلطة التي حدثت في داخل الدولة الفاطمية إلى إضعاف وحدتها واستقرارها.
  • فقدان الأراضي الفاطمية: فقدت الدولة الفاطمية العديد من أراضيها مع مرور الزمن، وخاصةً في بلاد الشام ومصر، حيث تمكن السلاجقة الأتراك من السيطرة على العديد من مناطق الدولة الفاطمية وفرض هيمنتهم عليها.
  • التهديدات الخارجية: تعرضت الدولة الفاطمية للعديد من التهديدات الخارجية التي أدت إلى تراجعها شيئًا فشيئاً، ومن أهمها الحروب الصليبية.
  • المشاكل الاقتصادية: مرت الدولة الفاطمية بالعديد من المشاكل الاقتصادية التي ساهمت في إضعافها نتيجة سوء إدارة المال والفساد المالي.
  • المشاكل الدينية والطائفية: اتبع الفاطميون الفرع الإسماعيلي، وهذا جعلهم مختلفين أغلب سكان المنطقة، وقد أدت هذه الخلافات الدينية والطائفية إلى صعوبة في الحصول على دعم السكان وولائهم.
  • ظهور الأيبوبين بقيادة صلاح الدين: ظهرت الأيوبيون بقيادة صلاح الدين الأيوبي؛ كقوة إسلامية سنية، والتي تمكنت من إسقاط الدولة الفاطمية كليًا في عام 1171م، وذلك بعد احتلال الأيوبيين بقيادة صلاح الدين للعاصمة الفاطمية؛ القاهرة.


الأسئلة الأكثر شيوعًا

  • من الذي أسقط الدولة الفاطمية؟

سقطت الدولة الفاطمية كليًا على يد الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، إلا أن العديد من العوامل كانت قد ساهمت في إضعافها وتراجعها قبل ذلك.

  • متى سقطت الدولة الفاطمية؟

سقطت الدولة الفاطمية كليًا في عام 1171 م.

  • كم استمر حكم الدولة الفاطمية؟

حكمت الدولة الفاطمية لمدة تقدر بحوالي 262 عاماً.

  • هل حارب الفاطميون الصليبيون؟

نعم، حارب الفاطميون الصليبيون خلال فترة الحروب الصليبية.

  • هل الأيوبيون عرب؟

نعم، الأيوبيون هم من العرب، وصلاح الدين الأيوبي كان عربيًا من أصل كردي.


ملخص

توسعت الدولة الفاطمية بشكل كبير في الفترة بين عامي 1057 و1059، وذلك عندما انتقل الجنرال التركي البساسيري إلى صفوفها، وأعلن الخلافة الفاطمية في بغداد، ولكنها لم تتمكن من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية بفعالية، فقد فقدت العديد من الأراضي، وواجهت تهديدات خارجية من السلاجقة والحروب الصليبية، كما أن زيادة المشاكل الاقتصادية والصراعات الدينية فيها ساهم في تراجعها وضعفها، وفي نهاية المطاف ظهر الأيوبيون بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي نجح في إسقاط الدولة الفاطمية نهائيًا في عام 1171م.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "THE RISE AND DECLINE OF THE FATIMID EMPIRE", ismaili, Retrieved 11/10/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Fatimid dynasty", britannica, Retrieved 11/10/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Why did the Fatimid Caliphate fall?", homework.study, Retrieved 11/10/2023. Edited.