الملك مينا: نبذة عنه

الملك مينا، هو الملك الأسطوري الأول لفراعنة مصر، أطلق عليه أسماء عديدة مثل مين وميني ومينيس، ويعد واحدًا من أشهر ملوك الفراعنة، حيث ينسب إليه الفضل في توحيد مصر العليا والسفلى في مملكة مركزية واحدة، وبتأسيس أول سلالة مصرية حاكمة في مصر، وبتأسيس مدينة ممفيس أيضًا، وبالرغم من ذكر اسم الملك مينا في مصادر تاريخية معروفة مثل التسلسل الزمني لمانيثو في القرن الثالث قبل الميلاد، وقائمة تورين للملوك، وحجر باليرمو وبعض الأدلة الأثرية الشحيحة مثل النقوش العاجية، إلّا أن علماء الآثار فشلوا في إيجاد أي دليل آخر على وجود هذا الملك، وما إذا كان ملكًا بالفعل أم شخصية مركبة مأخوذة من ذاكرة عهود ملوك آخرين.[١][٢][٣]


الملك مينا: حقيقة شخصيته

بعد إجراء عدة بحوث أثرية وتاريخية، خلص العالم فليندرز بيتري المتخصص بالتاريخ المصري القديم، بأن اسم مينا من المحتمل أن يكون لقبًا شرفيًا يعني "من يتحمل"، وليس اسمًا شخصيًا، ويُنسب هذا اللقب تبعًا لبيتري لأول فرعون تاريخي لمصر القديمة؛ نارمر الذي تم إثبات شخصيته كأول حاكم لمملكة مصر الموحدة من خلال السجلات المكتوبة والأدلة الأثرية، التي كان من أبرزها لوحة نارمر، وهي نقش من الحجر الطيني يصور انتصار نارمر على مصر السفلى، ومع ذلك يجادل بعض علماء العصر الحديث بأن لقب مينا يمكن أن يرتبط بابن نارمر حور عحا.[١][٢][٣]


وبالرغم من أن نارمر قد وحد مصر العليا والسفلى، وأسس أول سلالة حاكمة للمملكة، وتزوج أميرة لتعزيز سلطته، وقام ببناء مشاريع عديدة، وعمل على تطوير التجارة مع الثقافات الأخرى، إلّا أن لقب مينا لم يطلق لهذه الأمور فقط، بل إن توحيد مصر وحكمها والسيطرة عليها يرجع إلى كونه قد طوّر مفهومًا دينيًا لدى المصريين القدماء يسمى بالتوازن والانسجام، مكنه من حكم المملكة بعد توحيدها.[١][٢][٣]


الملك مينا: توحيد مصر

بعد أن وحد نارمر المملكة المصرية من خلال خبراته العسكرية والإدارية، وضع سياسات جلبت السلام والنظام للمملكة، وتتمثل هذه السياسات بمبدأ التوازن أو الانسجام، الذي تدعو إليه معتقداتهم القديمة، وهو مبدأ قائم على قهر الفوضى التي كانت المملكة تعاني منها قبل توحيدها، بمساعدة الملك أو الفرعون، إذ أُعطي للملك مهمة المحافظة على التوازن والانسجام من خلال قمع أي إضرابات داخلية للمحافظة على استقرار النظام، وعلى تطبيق مبدأ الإله ماعت، وبذلك أُعطي له اللقب الشرفي مينا.[١][٢][٣]




كان من ضمن معتقدات المصريين القدماء بأن هناك صراعًا دائمًا بين آلة النظام (ماعت) والفوضى (إسفت)، وعلى الرغم من اعتبارهم حالة النظام والانسجام الحالة المثالية، إلّا أنهم أقروا بضرورة وجود حالة من الفوضى لتحقيق مبدأ التوازن.



المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Menes", britannica, Retrieved 20/3/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Menes", worldhistory, Retrieved 20/3/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Menes", britannica, Retrieved 20/3/2023. Edited.