نشأة الحضارة البابلية

نشأة الحضارة البابلية

فيما يأتي توضيح لأهم المعلومات المتعلقة بنشأة وقيام الحضارة البابلية:^[١][٢][٣]

موقع نشأة الحضارة البابلية

إن نشأة وظهور الحضارة البابلية يعد واحدًا من الفصول المهمة في التاريخ، حيث ازدهرت هذه الحضارة القديمة في منطقة بلاد ما بين النهرين، أي في المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات، والتي تتمثل بدولة العراق الحديث في الوقت الحالي، وقد لعبت الحضارة البابلية دورًا كبيرًا ومهمًا في تشكيل مسار التاريخ، ولأن مدينة بابل كانت عاصمة هذه المنطقة لعدة قرون، فقد أصبح مصطلح بابل يشير إلى الثقافة الكاملة التي تطورت في هذه المنطقة منذ وقت استيطانها لأول مرة، أي منذ حوالي 4000 قبل الميلاد.

تأثير حضارة سومر وأكاد

قبل صعود بابل إلى الصدارة السياسية في حوالي عام 1850 قبل الميلاد، تم تقسيم المنطقة إلى دولتين، هما؛ سومر في الجنوب الشرقي، وأكاد في الشمال الغربي، وعلى الرغم من سلسلة الأزمات السياسية التي ميزت تاريخهما، إلا أن سومر، وأكاد طوروا ثقافاتٍ غنية، حيث كان السومريون مسؤولين عن أول نظام للكتابة، وهو الكتابة المسمارية، بالإضافة إلى تطور الدولة المدينة؛ واختراع عجلة الفخار، والمركب الشراعي، ومحراث البذور؛ وإنشاء الأشكال الأدبية والموسيقية والمعمارية التي أثرت في الحضارة الغربية بأكملها.

بابل كمركز سياسي وتجاري للمنطقة

تم تبني هذا التراث الثقافي من قبل خلفاء السومريين والأكاديين؛ العموريين، وهي قبيلة سامية غربية غزت بلاد ما بين النهرين بأكملها بحلول عام 1900 قبل الميلاد تقريبًا، وفي ظل حكمهم، الذي استمر حتى حوالي عام 1600 قبل الميلاد، أصبحت العاصمة بابل المركز السياسي والتجاري لمنطقة دجلة والفرات، وأصبحت بابل إمبراطورية عظيمة، تشمل كل جنوب بلاد ما بين النهرين وجزء من آشور إلى الشمال.

إنجازات الملك حمورابي

كان الحاكم المسؤول إلى حدٍ كبير عن هذا الصعود إلى السلطة؛ هو حمورابي، وهو الملك السادس من سلالة بابل الأولى، والذي شكل تحالفات بين دول المدن المنفصلة، ​​وعزز العلم والمنح الدراسية، بالإضافة إلى تأسيسه لميثاق حمورابي، وهو عبارة عن مجموعة من القوانين والمبادئ التي وضعها الملك حمورابي في حوالي عام 1754 قبل الميلاد، والتي تعد واحدة من أقدم القوانين المعروفة التي تؤكد على أهمية العدالة والمساواة بين الناس.

تراجع الحضارة البابلية وسقوطها

كغيرها من الحضارات الإنسانية الأخرى، واجهت الحضارة البابلية فترات من التراجع والنهضة، حيث تمت السيطرة عليها من قبل إمبراطوريات عديدة ومختلفة، وبعد وفاة حمورابي تحديدًا، تراجعت الإمبراطورية البابلية حتى عام 1595 قبل الميلاد، عندما أطاح الغزاة الحثيون مورسيل الأول بالملك البابلي سامسوديتانا، مما سمح للكيشيين من الجبال شرق بابل بتولي السلطة وتأسيس سلالة استمرت لمدة تقدر بحوالي 400 عام.^[١]

بعد ذلك، نمت قوة عيلام أيضًا، واحتلت في نهاية المطاف معظم بابل، وسقطت السلالة الكيشية، في حوالي 1157 قبل الميلاد، إلا أن نبوخذ نصر الأول تمكن من هزيمة عيلام لاحقًا، ونجح في صد التقدم الآشوري لعدة سنوات، وبعد ذلك نشأ صراع ثلاثي بين الآشوريين ورجال القبائل الآرامية والكلدانية للسيطرة على بابل، إلا أن الآشوريين تمكنوا من حكم بابل في معظم الأحيان، وبعد ذلك استولى الفرس، بقيادة كورش الكبير، على بابل من نابونيدوس آخر خليفة لنبوخذ نصر في عام 539 قبل الميلاد.^[١]

في نهاية المطاف، توقفت بابل عن استقلالها، وانتقلت في عام 331 قبل الميلاد إلى الإسكندر الأكبر، الذي خطط لجعلها عاصمة إمبراطوريته، والذي توفي في قصر نبوخذ نصر، ولكن بعد وفاة الإسكندر، تخلى السلوقيون في النهاية عن بابل، مما وضع حدًا لواحدة من أعظم الإمبراطوريات في التاريخ.^[١]

الأسئلة الأكثر شيوعًا

• أين تقع الحضارة البابلية؟

كانت تقع في منطقة بلاد ما بين النهرين، والتي تشمل العراق الحديث.

• متى انتهت الحضارة البابلية؟

انتهت الحضارة البابلية بعد الفتوحات الفارسية والغزو الإسكندري في القرن الرابع قبل الميلاد.

• من هو مؤسس الحضارة البابلية؟

ساهم العديد من الحكام والملوك في تطور الحضارة البابلية، ومن أشهر ملوكها؛ حمورابي.

• لماذا سميت الحضارة البابلية بهذا الاسم؟

سميت الحضارة البابلية بهذا الاسم نسبةً إلى اسم عاصمتها الرئيسية، مدينة بابل.

• من هو أعظم ملوك الحضارة البابلية؟

الملك حمورابي.

ملخص

نشأت الحضارة البابلية في بلاد ما بين النهرين بالعراق تعد حجر الزاوية للتاريخ، وقد تأثرت بحضارات سومر وأكاد السابقة، وباتت بابل مركزًا سياسيًا وتجاريًا هامًا، عملًا بأن معظم الفضل في ذلك يعود للملك حمورابي الذي قدم إنجازات عديدة، ووضع قانونًا شهيرًا، عرف بميثاق حمورابي، ولكن الحضارة تراجعت وتعرضت للاستيلاء من قبل إمبراطوريات مختلفة قبل أن تتلاشى تمامًا بعد الفتوحات الفارسية وقدوم الإسكندر الأكبر في نهاية المطاف.