حنبعل: نبذة عنه
يُعرف حنبعل باسم حنا بعل أو هانيبال برقة، ولد في عام 247 قبل الميلاد، وكان من أعظم الجنرالات العسكرية في العصور القديمة، عاش في مدينة قرطاج (مدينة تقع في تونس حاليًا)، حيث كان ابن هاميلكار باركا، وهو جنرال عسكري قرطاجي عظيم أيضًا، كان من قادة الحرب البونيقية الأولى ضد الإمبراطورية الرومانية، حيث خسرت قرجاج بها، واستغنت عن مستعمرة صقلية القيمة، ودفعت تعويضات مادية لروما، مقابل توقيع معاهدة سلام.[١][٢][٣]
أصبح حنبعل عام 221 قبل الميلاد القائد العام للجيش، وكان عمره آنذاك 26 عامًا فقط، وورث عن أبيه عداء روما والإمبراطورية الرومانية، والرغبة السيطرة على منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وكان حنبعل من أمهر الخبراء العسكريين التكتيكيين، حيث اشتهر بخططه اللامعة والذكية في هزيمة أعدائه، ولذلك اعتبره المؤرخون من أعظم العقول العسكرية التكتيكة على مر العصور.[١][٢][٣]
حنبعل: الحرب على روما
بدأ حنبعل في بداية استلامه لقيادة الجيش في تجهيز حرب عالمية على روما (الحرب البونيقية الثانية)، فجهز جيشًا بـ 40,000 مقاتل، و4000 حصان، و37 فيلاً حربيًا، وتقدم من خلال جبال الألب الوعرة في طريقه إلى روما، وأثناء مسيرته، عانى حنبعل وجيشه في الممرات الجبلية الوعرة، حيث كان عليهم جر معدات الشتاء والطعام والأسلحة، ضمن مسارات ضيقة جدًا، تتسع فقط لصف واحد، ولذلك امتد الجيش على مسافة عدة كيلومترات أثناء مسيره، مما كان سيتسبب في نقص الموارد الغذائية نظرًا لطول الطريق، ولتفادي ذلك قسّم حنبعل الجيش إلى مجموعتين بذكاء، وأرسلهما في طريق مختلف.[٢][٣]
وبمجرد أن قطع حنبعل وجيشه جبال الألب، سار إلى شمال إيطاليا، وهزم الرومان في عدد كبير ومتتالي من المعارك، بذكاء وتكيتك عالٍ، فقد كان ينصب لهم الكمائن، ويستفيد من الأحداث المفاجئة في صفوف عدوه بذكاء ليقلب نتيجة المعركة لصالحه، وأيضًا استفاد حنبعل من قوة ومهارة وقدرة جنوده على التكيف في الظروف الصعبة في الانتصار في جميع معاركه، وكان آنذاك مصدر تهديد قوي للإمبراطورية الرومانية، فقد بدت لهم قوته بوضوح، لدرجة أنهم ظنوا لوهلة أن لا شيء يمكن إيقافه.
بعد سلسلة الانتصارات المهيبة التي حققها حنبعل في معاركه مع الرومان التي قادها مختلف الجنرالات الرومانية، قرر مجلس الشيوخ الروماني بتعيين الجنرال سكيبيو الذي كان يبلغ من العمر 23 عامًا، والذي استطاع أن يضع تكتيكات قوية وأكثر ذكاءً من التكتيكات السابقة لهزيمة حنبعل، وقد تجلت آثارها في معركة زاما، حيث استخدم تكتيكًا قاد أفيال حنبعل إلى الأزقة الفارغة، لتُحقق روما فيها أولى انتصارتها على حنبعل، ولكن لم يكن هذا السبب الرئيسي لهزيمة حنبعل، فقد رجح البعض أن نقص موارد حنبعل للسيطرة على المدينة كانت من الأسباب الرئيسية لهزيمته.[٢][٣]
كان انتصار روما على قرطاج في معركة زاما أول وآخر انتصار لها في سلسلة طويلة من المعارك ضد حنبعل، فازت على إثرها بالحرب البونيقية الثانية، وأوقفت الحرب مقابل تخلي قرطاج عن مستعمراتها الأوروبية والمستعمرات التي تقع خارج أفريقيا.[٢][٣]
حنبعل: وفاته
بعد هزيمته أمام الرومان، نُفي حنبعل من قرطاج، وأمضى حياته المتبقية معاديًا للرومان، وهاربًا منهم، متنقلًا حول مناطق البحر الأبيض المتوسط لمدة 20 عامًا، وفي عام 183 قبل الميلاد وجدته القوات الرومانية في قلعة Libyssa في تركيا الحديثة، وحاصرته فيها، وطلبت منه تسليم نفسه، ولكن حنبعل رفض تسليم نفسه، وانتحر شاربًا السُم.[٢][٣]